ایکنا

IQNA

تطبيع الإمارات مع إسرائيل هو تمييز بين محور المقاومة ومحور المتاجرة

11:10 - August 17, 2020
رمز الخبر: 3477834
عواصم ـ إکنا: أكد المحلل السیاسی، ومدير مركز "أفق" للدراسات والتحليل السياسي في العراق، "جمعة العطواني" في مقال بعنوان "الإمارات وكشف العورات" أن التطبيع الاماراتي مع إسرائيل هو تمييز بين محور المقاومة ومحور المتاجرة.

وجاء في هذا المقال: ربما نعطي لجزيرة بحجم الامارات، ولنظام بوزن أبناء زايد وزناً لا يستحقونه عندما نتحدثُ عن خطورة تآمرهم مع العدو الصهيوني، وإعلانهم التطبيع مع هذا الكيان.
 
ومنذ متى كانت هذه الامارات تمثل تهديداً للعدو الصهيوني حتى (نتأسى) على تطبيعها مع هذا الكيان؟ بل منذ متى كانت الامارات تمثل عنصر قوة ودعم للشعب الفلسطيني حتى يشعر هذا الشعب بخطورة (خيانة) هذا النظام الخليجي للقضية الفلسطينية؟ حديثنا عن الامارات وما قامت به يمثل إعطاء هذا النظام قيمة سياسية واجتماعية أكبر مما يستحق، بينما ينبغي أن نتحدث عن جميع الانظمة الخليجية وأغلب الانظمة العربية في تعاطيها مع قضية( العرب) الاولى كما يزعمون.
 
وربما الحديث عن مواقف اغلب أنظمة الدول العربية يستحق الحديث عنه ليس لثوابت تلك الانظمة وشرفيتها، بل كونها تعتلي قمة هرم دولها وشعوبها، وقرارتها مؤثرة بلا ادنى شك على مسارات القضية الفلسطينية ومقدساتها.
 
وكلام  سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله كان يمثل رؤية ثاقبة وبصيرة عميقة لما حصل وسيحصل في المستقبل القريب. فقد اكد على أن موقف نظام الامارات إيجابياً من زاوية اخرى وهي؛ انه وفر علينا وقتاً وجهداً في الحديث عن ثوابتِ الامة ورجالها، وقضية فلسطين والمدافعين عنها، فكانت أنظمة الخليج واغلب الانظمة العربية تشوش على الرأي العام العربي من خلال بيانات زائفة ومنافقة تصدرها تلك الانظمة لتعبر عن (تضامنها) مع الشعب الفلسطيني في مؤتمرات القمم العربية، وعندما تتهم أنظمة الخليج هذه محور المقاومة في العديد من المواقف ربما يخيل الى الشعوب العربية وبخاصةٍ  الشعب الفلسطيني ان نقدها واتهامها نابع من حرص على فلسطين وقضيتها.
 
واليوم وفرت علينا الامارات وغيرها من الانظمة التي أفصحت من خلال سلوكها واعلامها ونخبها انها لاحقة بالامارات للتطبيع مع هذا الكيان، نقول ان هذه الانظمة وفرت علينا جهداً ووقتاً من اجل ان تفهم الشعوب العربية ان هذه الانظمة تتاجر بقضية فلسطين وقضايا الامة الاخرى، وان ثمن هذه التجارة بقاؤهم على كراسي الحكم.
 
ومن يتابع الاعلام الخليجي ويشاهد النخب السعودية ويرى الدفاع عن التطبيع مع الكيان الصهيوني يتيقن ان تلك الانظمة ذاهبة بهذا الاتجاه ان لم يكن غدا فبعد غد. بالنتيجة هذا الاعلان عن التطبيع هو تمييز بين محور المقاومة وبين محور المتاجرة ، فمن حقنا ان نتباهى بشرف مواقفنا وعز ثوابتنا، ولا يحق لاي خليجي( الانظمة) ان ينطق بفلسطين على لسانه، لان فلسطين معنى مقدس لا يليق بلسان قذر ان ينطق بهذا الاسم المقدس.
 
ف(أعراب) الخليج{الفارسي} باعوا فلسطين بثمن بخس، ومحور المقاومة اشترى  فلسطين بدمه وروحه. معركتنا مع العدو معركة وجود لا معركة حدود ، والله تعالى يسمع ويرى وهو بالمنظر الاعلى، ولأنه يعلم خبث سريرة هذه الانظمة وتواطئها ودونيتها فكان مبدأ الاستبدال حاضراٌ بعد ان تولت تلك الانظمة وساءت عاقبتها فكان الجواب القراني حاضراٌ (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم).
أخبار ذات صلة
captcha