التغییر الحقیقي في لبنان یجب أن یکون من الداخل ولیس تحت ضغط خارجي
وأشار إلی ذلك، الخبیر الألماني في القضایا الدولیة والباحث في المعهد الألماني لسیاسة التنمیة (Deutsches Institut für Entwicklungspolitik) "مارك فورنس" (Dr. Mark Furness) في حدیث لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية حول الوضع السیاسي والإقتصادي في لبنان.
وأوضح مارك فورنس قائلاً: إن لبنان تمرّ بأیام عصیبة وإن مستقبلها ضبابي.
وأشار إلی المیثاق الوطني الصادر عام 1994 للميلاد لتصالح الفئات القومیة والطوائف اللبنانیة قائلاً: إن هذا المیثاق فقد فاعلیته علی مر العقود الماضیة وتبین أن الفساد الذاتي في نظام الحکم اللبناني کان له الدور الأکبر في حادث إنفجار مرفأ بیروت العام الماضي.
وقال إن قوة لبنان في شعبه الذي لایرید الهزیمة لدولته وإنه في النهایة سیحکّم حکومة تعمل بشکل صحیح ویضعها محل حکومة عاجزة عن جمع النفایات أو توفیر الأمن للدولة.
وأردف الخبير الألماني في القضايا الدولية مبیناً أن لبنان لدیه مجتمع مدني حرّ وفاعل یتمتع بمستوی رفیع من الحریة في الصحافة والتأثر علی الرأي العام وإن هذا المجتمع أصبح یطالب بمیثاق جدید وعلی الغرب دعم هذا الطلب.
وقال فورنس إن الإتحاد الأوروبي وبعض دوله کـ فرنسا وألمانیا تواجه مشکلة في لبنان فهي کلما تدعم لبنان تقدم کعکة أکبر إلی زعماء الجماعات والفرق هناك.
وإقترح المحلل السیاسي اللبناني العمل علی مستویین موضحاً أن المستوی الأول یجب أن یتم دعم المؤسسات الحکومیة في توفیر الدعم الإجتماعي وتنفیذ مشاریع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، والیونیسف والتعاون مع الحکومة ومساعدة اللاجئین.
وأضاف أنه في المستوی الثاني یجب دعم المجتمع المدني اللبناني فیما یخص تعزیز الحوار الداخلي من أجل الدفع بعجلة الإتفاق علی میثاق إجتماعي.
وطالب الحکومات الأوروبیة بعدم التدخل في لبنان والسعي وراء التحکم في أحداثها قائلاً: علی الغرب دعم التطورات الإیجابیة وکل ما یدعم السلام وحقوق الإنسان والدیموقراطیة والمستوی الإقتصادي.
واعتبر الحوار على المستوى الدولي حول الوضع اللبناني ضرورة هامة، قائلاً: "التغيير الحقيقي يجب ان يأتي من داخل البلد ولا يمكن فرضه عليه من الخارج".
