ایکنا

IQNA

الأزهر يتصدى للإلحاد في معرض الكتاب

16:44 - February 01, 2023
رمز الخبر: 3489785
القاهره _ اکنا: نظم جناح الأزهر الشريف، عدة ندوات تثقيفية، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لتوعية الشباب ومناقشة أخطر القضايا التي تواجههم في هذه الآونة، ألا وهي قضية انتشار موجة الإلحاد.

وعقدت الندوة الأولى تحت عنوان "العلم والإيمان ..تكامل لا تعارض"، حاضر فيها الدكتور محمد داوود، أستاذ العلوم اللغوية بجامعة قناة السويس، والدكتور عمرو شريف، الكاتب والمفكر في مجال الإلحاد، وأدار الندوة الإعلامي، حسن الشاذلي، حيث ناقش المحاضرون طبيعة العلاقة بين العلم والدين.

وقال الدكتور محمد داوود، إن العلاقة بين العلم والدين علاقة تكامل، فالعلم والدين يكملان بعضهما الآخر، وعندما يأمرنا القرآن الكريم بالكيفية يترك لكل زمن وسائله وآلياته في البحث والتحليل حتى يظل البحث العلمي حرًا مطلقًا، وقد ذكر القرآن الكريم قيمًا علمية وأخلاقية عامة مطلقة وترك لكل زمن الحرية التامة في تحديد الوسيلة والآليات المتاحة لتحقيق القيم العامة التي ذكرها.

وبيَّن أستاذ العلوم اللغوية بجامعة قناة السويس، أن القرآن الكريم جعل العلم مهمةً للإنسان، واستشهد بالعلم والمنهج العلمي في التفكير ودعا إليه في آياته، لأن القرآن يعتمد على الأدلة العقلية والعلمية في التفكير، وكذلك العلم شاهد الثقة المقبول لدى كل العقول في كل زمان ومكان، مؤكدًا أن العلاقة بين العلم والدين علاقة مؤكدة والحديث عن وجود ثنائية وانقسام بين العلم والدين حديث مجحف ومفتعل، لأن الإسلام والقرآن الكريم بمثابة دعوة إلى العلم ورسالة تنويرية وسببًا للرفعة والمكانة العالية.

من جانبه أشار الكاتب والمفكر في مجال الإلحاد د/ عمرو شريف، إلى أن الدين الإسلامي والكتب العلمية والعقل والمنطق يثبت بالدلائل أن العلم لا يتعارض مع الدين ولا الإسلام، مستشهدًا بالآية " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، فالله سبحانه وتعالى يبين أن نصيب العلم من الدين كبير ويقدم الأدلة بتدبر ومنطقية على صحة القرآن الكريم، وعلى أن العقل والعلم والمنهج الإسلامي هو منهج علمي متناغم ومتكامل الآليات والكيفية، وهذا التناغم والانسجام بين الدين والعلم يحقق طمأنينة القلب، ولذلك يجب علينا أن نتعامل مع القرآن الكريم في ضوء أنه كتاب منزل من السماء يقوم على العلم ويدعو إلى البحث عن الغائيات ولا ينبغي أن نجعل من أفهامنا للقرآن الكريم حكمًا على حقائق العلم فقط.


وأوضح شريف، أن من أهم عطاءات القرآن الكريم أنه أسس المنهج العلمي الشامل، فكما كان العلم قبل الإسلام يسير بالمنطق والعقل، فالإسلام جاء وأسس منهج الاستقراء والنظر واستخدام الحواس، مؤكدًا أن مشكلتنا الرئيسة تكمن في سوء الفهم لطبيعة العلاقة بين الدين والعلم، والجهل بأحكام الشريعة الإسلامية وعدم تعزيزها بالقراءة والعلم والمعرفة.


أما الندوة الثانية، فكانت تحت عنوان "وهم الإلحاد" ، ناقش فيها فضيلة الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني، بمجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ حسن البخاري، الباحث في مجال الإلحاد، حيث ناقش الحضور خطورة الإلحاد وكيفية تحصين الشباب من الأفكار الهدامة.

قال الدكتور الهواري، إن الإلحاد في عالمنا العربي ليس ظاهرة بل هو وهمٌ كبير، مشيرا إلى أن الإلحاد يدور حول فكرتين هما إنكار الإله أو إنكار النبوة بسبب النظرة المادية البحتة التي تحرك الإنسان ودوافعه والبعد عن العقيدة والإيمان بالله وجلد الذات والآخرين، بينما الحقيقة أننا جميعًا دعاة محبة وسلام وتوسط لا قضاة يحكم بعضنا على الآخر، ويجب علينا أن نتعامل مع الملحد بمنطق التراحم وليس العداء والعنف الفكري، واحتوائه، وتدبر كتاب الله بحب وفكر سليم لأن كتاب الله يحصن الفكر ويحمي النفس، كما يجب علينا أن نقرأ السنة النبوية بحرص لأنها تثقل خبراتنا وتبين ضوابط وحدود كل شيء، ثم نقرأ ونتدبر في كافة العلوم الأخرى، لنترك بصمة جيدة وأثر في هذه الحياة.

ووجه الهواري رسائل للأسر والمجتمعات لتحصين النشء من الأفكار المتطرفة، بضرورة التعامل مع الأسئلة التي يطرحها الأبناء بمنهجية واعتدال وعدم تهميش أو تجاهل، وتشجيعهم على إعمال العقل والتفكير المنهجي، مؤكدا أن هذه هي الحلول للتعامل مع القضايا والظواهر الدخيلة، ومحاورتهم وتفهم الاختلافات البشرية باختلاف مراحل النضج والنمو لنحمي أنفسنا وأبنائنا من أي انحرافات فكرية.

وحول منهجية النقاش مع الملحدين أوضح، حسن البخاري، الباحث في مجال الإلحاد، أن طرح موضوع الإلحاد في ندوة تثقيفية بجناح الأزهر أمر بالغ الأهمية لتوضيح الأمور وضبط المصطلحات، وأن النقاش مع الملحد يجب أن يكون نقاش منظم يعتمد المنهج العلمي، والبحث عن المساحة المشتركة بين الطرفين والضرورات العقلية التي لا يختلف عليها الاثنان ومحاولة إثبات وجود الله وصفاته بشكل عقلاني لأن التشتت والعشوائية وعدم تحديد الأهداف مع الملحدين يضر بالنقاش، مبينا أن النقاش بين المسلمين والملحدين على وسائل التواصل الاجتماعي يحتاج إلى ضبط للسلوك الإنساني ولغة الحوار، وأن الآفة الكبرى للنقاش بين الملحد وغير الملحد على وسائل الاتصال الحديثة هو أننا لا ننطلق ولا نناقش غيرنا وعيوننا ناظرة إلى الله تعالى والسنة النبوية المطهرة، بل يكون الهدف من الحوار والنقاش جلد الآخر وإثبات وجهة نظر واحدة والانتصار للذات والنفس ولا ننتصر لله.

واختتم البخاري حديثه، بضرورة تعلم كيفية الرد على الشبهات بمنطق ومنهج علمي متكامل لأنه لا يوجد عند المسلمين علم متخصص في الرد على الشبهات لأن الرد على الشبهات هو ثمرة جميع العلوم التي يتم إعمال العقل فيها وهو مزيج شامل ومتكامل لعلوم مثل علوم اللغة والقرآن والحديث والفقه وغيرها من العلوم، موجهًا رسالة للشباب بضرورة الدراسة والبحث بمنهجية صحيحة وتدرج متكامل في كافة العلوم لتعلم علوم الشريعة بمنهجية مستقيمة سليمة حتى نجني ثمار العلوم ونحصن النفس من خطورة الإلحاد وغيره من الأفكار الهدامة وغير السليمة.

ويشارك الأزهر الشريف بجناح خاص بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (54) للعام السابع على التوالي، ويقع جناح الأزهر بقاعة التراث رقم (4)، ويستقبل زواره طول فترة المعرض من 26 يناير حتى 6 فبراير لعام 2023م، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.

المصدر: صدی البلد

کلمات دلیلیة: معرض الکتاب ، الازهر الشریف
captcha