ایکنا

IQNA

خلاوي السودان.. منارة دينية وعلمية راسخة لحفظ القرآن

12:18 - June 11, 2017
رمز الخبر: 3464741
الخرطوم ـ إكنا: ظلت الخلاوي في السودان من أكبر المنارات الدينية التي ساهمت في نشر الدين الإسلامي وحفظ القرآن وتجويده فضلاً عن تعليم مبادئ القراءة والكتابة، وأسهمت خلاوي همشكوريب بأبيي في دخول عدد كبير الإسلام ما أدى لتدعيم النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين المسيرية والدينكا.
خلاوي السودان.. منارة دينية وعلمية راسخة لحفظ القرآن
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إكنا)، ظلت الخلاوي في السودان من أكبر المنارات الدينية التي ساهمت في نشر الدين الإسلامي وحفظ القرآن وتجويده فضلا عن تعليم مبادئ القراءة والكتابة، وأسهمت خلاوي همشكوريب بأبيي في دخول عدد كبير الإسلام ما أدى لتدعيم النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين المسيرية والدينكا.

مسؤولون وقيادات تخرجوا فيها

وهناك مسؤولون ومديرو شركات وأطباء وغيرهم من المهن العليا من علماء وخبراء التحقوا في الصغر بالخلاوي التي كانت منتشرة بولايات السودان، ومع تطور النهضة العلمية لم تتخل الخلاوي عن دورها في نشر تعاليم القرآن وحفظه، فضلاً عن دورها في التعليم والتثقيف ولاتزال الخلاوي المنتشرة بربوع السودان والخرطوم تؤدي رسالتها.

اهتمام وزيارات رئاسية

وحظيت الخلاوي باهتمام رئاسي زارها عدد من الرؤساء مثل الرئيس الراحل جعفر نميري والرئيس الحالي عمر البشير، ومطلع هذا العام منح الرئيس البشير الشيخ سليمان علي بيتاي، شيخ خلاوي همشكوريب، وسام نجمة الإنجاز المقدم من رئيس الجمهورية، تقديراً لدور الشيخ علي بيتاي(رحمه الله) وخلاوي همشكوريب في نشر القرآن الكريم وعلومه على مستوى السودان وخارج السودان.

وظلت خلاوي همشكوريب بولاية كسلا شرق السودان منارة علمية حقيقية حولت المنطقة من أرض جرداء إلى منارة يشع منها العلم، وحققت نموذجاً من التآلف بين طلابها بصورة أشبه بمجتمع المدينة.

همشكوريب دور كبير

واهتم الشيخ علي بيتاي مؤسس خلاوي همشكوريب منذ العام 1952م كثيراً بزيادة أعدادها لتؤدي رسالتها على أكمل وجه، وعلى الرغم من أن الغرض من فتح الخلاوي كان إزالة التهميش والفقر وتوطين الأهالي، ولكنها غدت إحدى المنارات السياسية والدينية بالبلاد عامة وولاية كسلا خاصة.

طلاب من داخل وخارج البلاد

وتستقبل همشكوريب الطلاب لحفظ القرآن من خارج السودان من دول كينيا، وأوغندا، وتنزانيا، وتشاد، وأريتريا، وإثيوبيا بجانب طلاب القرآن من ولايات السودان المختلفة حتى امتدت المسيرة وانتقلت التقابة وبيارق الخلفاء والحافظين.

وأكد القيادي البارز بكسلا البجا صلاح باركوين بأن خلاوي همشكوريب ساهمت في إزالة التهميش الذي ضرب الشرق، وساهمت في توظيف إمكانيات أبنائه ونشر الدين ونبذ العادات الضارة وخلق قاعدة اقتصادية في المنطقة بتوفير الكادر البشري الذي يعمل في التجارة والزراعة وغيرها من المجالات المختلفة.

ويقول عثمان النور إن اليوم الدراسي في الخلوة يبدأ من قبل صلاة الفجر بساعة أو ساعتين، وتسمى تلك الساعة بـ(الدغشية) وهي فترة مخصصة للحفظ لصفاء الذهن وقتها واعتدال الهواء، ثم تبدأ الحصة الثانية بعد صلاة الفجر وهي فترة لراحة يسيرة ثم تعقبها (الضحوية) وهي مخصصة لكتابة مقرر الحفظ اليومي وهو يعادل ثمن جزء من القرآن الكريم.

المقرر اليومي على اللوح من خشب

ويواصل أن المقرر اليومي يكون على لوح من الخشب بنوع من الحبر يصنع في الخلوة يسمى "العمار" ثم تأتي حصة "الضهرية" بعد صلاة الظهر وهي لتصحيح القراءة ثم القيلولة ثم تأتي "العصرية" وهي مخصصة للحفظ ومراجعة المحفوظ، وبعد المغرب تبدأ حصة التسميع وبعد صلاة العشاء تأتي حصة "العشاوية أو السُبع" وهي تكون في فناء الخلوة ويتحرك الطلاب في حلقة دائرية وهم حفاة الأقدام والهدف منها مراجعة الأجزاء التي حفظها الطلاب من قبل، ثم النوم مبكراً.

الخلوة تعتمد على المعلم الواحد

وتعتمد الخلوة على نظام المعلم الواحد، فالشيخ يمكن أن يشرف على عدد من الطلاب يصلون إلى المائة بمعاونة المتقدمين من الطلبة في القراءة له في التدريس، حيث يتم توزيع الطلبة الجدد على الطلبة المتقدمين في الدراسة ليقوموا بتدريس إخوانهم. كما يشرف الشيخ على هؤلاء المتقدمين في الدراسة مع مراقبة قراءة إخوانهم. وهذه الطريقة قد أثبتت نجاحها وأعطت ثماراً طيبة في معرفة المسلمين لحفظ القرآن الكريم طوال القرون السابقة.

وتبدأ القراءة في الخلوة بتدريس الحروف نطقاً وخطاً، والوسائل المستعملة هي: اللوح من الخشب، ونواة التمر، وقلم البوص، ويكتب الطالب على التراب، ويكتب له الشيخ الحروف بنواة التمر على اللوح لكي يتبع أثر النواة ويقلّد كتابة شيخه على اللوح بالمداد الأسود.
ويحدد شيخ الخلوة لكل طالب المقدار الذي يناسبه من الآيات القرآنية ليحفظها حسب ذكائه.

همشكوريب جودة في الحفظ والتعلم

وأضاف الدكتور محمد المعتصم الباحث في المناهج التربوية في الجامعات السودانية أن خلاوي همشكوريب لعبت دوراً كبيراً في تعليم أبناء الشرق والسودان، بعد أن أمها الطلاب من داخل السودان وخارجه ذكوراً وإناثاً. وقال إنها تعتبر من أكبر الخلاوي في السودان وتعتمد على نظام لا مركزي في الإدارة، وخلف الشيخ ابنه الشيخ سليمان الذي أنشأ العديد من الخلاوي والمجمعات الدينية لتعليم القرآن في عدد من المدن والقرى السودانية.

وأضاف المعتصم أن خلاوي همشكوريب عرفت بجودة مخرجاتها التعليمية في القراءة والكتابة والتجويد والفقه، ولعبت دوراً كبيراً في نشر اللغة العربية داخل أوساط الناطقين بغيرها خاصة أبناء البجا، وأشار إلى أن الخلاوي لها نظام محكم في الإدارة يستهدف ترقية مستمرة لبنياتها التحتية من فصول مزودة بالخدمة المختلفة.

وقال إن الخلاوي أسست علاقات راسخة ومتينة مع الحكومات المختلفة داخل السودان وخارجه ومع هيئات الدعم الخيري والتعليمي، مما أهلها لتخريج أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات الذين يعملون في مهنة التدريس، وأشار لدورها الكبير في نشر التعليم في المناطق النائية التي لم يطلها التعليم من خريجي هذه المنارة.

المصدر: بوابة الشرق الالكترونية
captcha