وأشار إلی ذلك، رجل الدين العراقي وأستاذ الحوزة العلمية في النجف الأشرف ومعتمد مرجعية السيد السيستاني في احدى مناطق بغداد "الشيخ محمد جمعة البنداوي" في حدیث لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية حول إساءة مجلة "شارلي إیبدو" الفرنسیة للمرجعیة الدینیة من خلال رسم صور مسیئة.

وقال إن "هذا التصرف الوقح لیس بجدید في الصراع الفکري علی مرّ الزمان کما هو معروف علی مرّ الزمان والرسل من قبل الطواغیت والظلمة والسذج من سواد الناس".

وأضاف أن "هذا مع الأزمنة المفتقرة للصحف والفضائیات تری العداء قائماً علی الأنبیاء وأصحابهم کیف بهذا الیوم وطرق التواصل متاحة تحت أنامل الأصابع".

وأردف مبیناً "أن هذا إن دلّ علی شيء انما یدل علی الهزیمة الفکریة التي یحملها الغرب خصوصاً عندما یقارن نفسه مع الجمهوریة الإسلامیة الايرانية والتي تمر بحصار عالمي وحرب إعلامیة ولکنها صامدة وقویة".

وإستطرد موضحاً "فإن أوروبا تقدم کل التنازلات الغیر أخلاقیة للفرد الأوروبي حتی تنال رضاه وبالتالي نجد أن إیران تصعد السلم وهي واثقة من نفسها وونجد الدول الأوروبیة تنهار و تنهزم فهذا وغیره یجعل من أوروبا و غیرها من الدول الإستکباریة تقف في تحیر أمام إیران الإسلامیة غیر ملتفتین إلی السر في ذلك".

وأکد "أن السرّ في ذلك وهو الأیدیولوجیة فإن أیدیولوجیة الغرب مرتبطة باللذات والشهوات أما الأیدیولوجیة الإسلامیة فهي مرتبطة بخالق عظیم لا تنفد خزائنه وتتبع الأخلاقیات وتسعی لبناء الإنسان".

وقال الشيخ محمد جمعة البنداوي إن الأمر الآخر إن هذه المجلة لا تمثل الرأي الأوروبي بل هي صحیفة یدفع لها فتنشر ما لا صحة له ونحن نعرف بأن الإعلام کم له تأثیر علی نفوس الناس ولهذا نجد السماء ملتفتة إلی خطورة هذا الأمر حیث طلبت من الإنسان التبیان والفحص قبل التصدیق کما أشارت الآیة السادسة من سورة الحجرات المباركة "إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا".

وأضاف رجل الدين العراقي وأستاذ الحوزة العلمية في النجف الأشرف "من جانب آخر ربما یکون هذا التهجم الإعلامي قد یساهم في إنتشار الإسلام في بلاد الغرب عندما یعرفون من أخلاق الإسلام وعدالته ورحمته وإنصافه مع المرأة والفقیر ومحاربة الرذیلة والفجور، كما أن الغربيين يجدون أن غاية الاسلام هي بناء الفرد والمجتمع وانفتاح الاسلام على باقي الديانات واحترام الأنبياء.

وأکد الشيخ محمد جمعة البنداوي "شهد التأریخ بأن الأنبیاء رغم محاربتهم إنتصروا وکذلك النبي (ص) کما یقول "ما أوذي نبي مثل ما أوذيت".

وأشار إلی الأیادي التي تمثلها مجلة شارلي إیبدو قائلاً: "إن الإعلام الغربي بحاجة إلی إقتصاد قوي ومال کبیر فمن یملك المال نجد أن إعلامه أفضل من غیره ولا شك أن مجلة "شارلي إيبدو" تدعم من قبل الیهود فالمال یشتري الضمائر الضعیفة".

وأكد أن الحرية تعكس ثقافة الانسان وتربيته فلانقدر على أن نسمي التهجم والاساءة الى المقدسات حرية الرأي لأن رأي الناس محترم بشرط أن لاتتعدى على حرية الغير وهذا ما علّمنا الاسلام كما جاء في قوله تعالى: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"(256 / سورة البقرة).

وأشار الى أن السبب في الاعتداء والتجاوز على المرجعية الشيعية واضح لأن المرجعية الدينية في العالم الاسلامي بما فيه إیران والعراق قد أفشلت مخططات الغربيين ابتداء بالامام الخميني(قده) الذي أطاح الحكومة الأمريكية في إیران كما أن قائد الثورة الاسلامية الايرانية آية الله السيد علي الخامنئي(مد ظله العالي) لم يقر بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يجند كل طاقاته لتشوية صورة الاسلام والثورة الاسلامية الايرانية.

وبشأن كيفية الردّ على هذه الاساءة، قال الشيخ محمد جمعة المنداوي إن الردّ بمثل هذه الاساءة ليس من شيم الاسلام لكنه يمكن الرد على هذه الاساءة  من خلال بيان بعض الاخطاء والعفوات التي يمتلكها الغرب والصهاينة من الاخلاق الغير جيدة، وشرب الخمر، والتفكك الاسري مقارنة هذه الاشياء بذكر التعاليم الاسلامية التي تدعو الى بناء الانسان الصالح.