ایکنا

IQNA

شخصيات دينية تقارب في ندوة بالرباط التسامح وحوار الأديان بإفريقيا

17:14 - May 26, 2021
رمز الخبر: 3481337
الرباط ـ إکنا: أجمع مشاركون في منتدى إفريقيا للتسامح وحوار الأديان، نظّمه المركز المغربي للتسامح وحوار الأديان، أمس الاثنين، بكاتدرائية القديس بطرس بالرباط، بمناسبة اليوم العالمي لإفريقيا، على أن إنهاء الحروب والصراعات الاثنية والدينية بهذه القارة لن يتأتى إلا بنشر قيم التسامح والسلام، واضطلاع القيادات الدينية بدورها في رأب الصدع بين أتباع الديانات السماوية.

وأوضح "محمد اعبيدو"، منسق منتدى إفريقيا للتسامح وحوار الأديان، أن الاحتفال بيوم إفريقيا هو فرصة لتسليط الضوء على ما تعانيه القارة الإفريقية من تطرف وإرهاب وحروب وصراعات وتوظيف الدين في هذه الحروب، مضيفا أنه فرصة أيضا لتسليط الضوء على الدور الذي يضطلع به المغرب بقيادة الملك محمد السادس في نشر السلام وقيم التسامح بإفريقيا.

من جانبه أشار سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إلى الصراعات الدينية والاثنية والمذهبية التي تنهش الجسد الحي للمجتمعات الإفريقية، التي تتمتع بثراء ثقافي وحضاري مجيد، تنظر إلى البشرية بعين التقدير والإعجاب وتنتظر إسهامه في التطور الحضاري والإنساني.

ومن جهتها، اعتبرت "عزة كرم" وهي الأمينة العامة لمؤسسة "أديان من أجل السلام" أنه إذا لم تلتزم جميع الأديان بتحقيق الخير للجميع فلن يكون هناك سلام في العالم، مبرزة أن القادة الدينيون هم أمثلة ونماذج لأتباعهم ولذلك فمسؤوليتهم اكبر من مسؤوليات الآخرين في قيادة العالم نحو سلام أكبر وشامل.

وبدوره، قال رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية لحوار الأديان "دايفيد روزن"، بالحديث عن إفريقيا فإننا ننتمي إليها بطريقة أو بأخرى، مضيفا أن اليهود يحتفون بالنبي موسى الذي كان إفريقيا ومصريا، مبرزا أن نصا في التوراة يقول ما مفاده، عندما تكون على وشك حرب مع بلد أو مدينة أخرى فقبل الدخول فيها أن تجنح للسلام وتتجنب العنف ما أمكن.

وأضاف رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية لحوار الأديان، أن هذا النصف يؤسس للكثير من الدراسة التوراتية، كما أن الكتاب المقدس لدى اليهود به 34 نصا يأمر بالبحث عن السلام وإتباعه، قبل أن يضيف أن السلام هو فضيلة نبحث عنها ونتبعها.

واختار الطيب البكوش، الأمين العام للاتحاد المغاربي، في مداخلة التنبيه إلى الخلط بين حوار الحضارات وحوار الأديان، مضيفا أن هذا الأخير ليس مفهوما جديد، لأنه موجود من قرون في الحضارة العربية الإسلامية، خصوصا في العهد العباسي، حيث نجد حوارا بين الأديان قاده فلاسفة وكان على شكل مناظرات لتقديم الحجج وكل ينتصر بقوة بحجته.

أما الحوار من أجل التسامح وقبول الآخر، يضيف البكوش، فهو مفهوم حديث، مضيفا أنه لتسهيل ذلك يجب التحضير لحوار في صلب الأديان بين مختلف المذاهب، إذ هناك فجوات، يقول البكوش، بين المذاهب في نفس الدين، لذلك فإن الحوار ليستقيم لابد من أن يقع التعمق في جملة من القيم وأهمها عدم التعصب.

وفي السياق ذاته، قال ممثل الأزهر بمصر ف يمداخلته، إن حوار الأديان لا يجب أن يكون حوار من أجل الحوار فقط، بل من أجل التعايش، ويكون بتكريم الإنسان، والإنسان بصرف النر عن ديانته هو مقرب من الله بالأساس بفطرته، ويقول الله عز وجل "وقد كرمنا بني آدم"، دون النظر إلى لونه أو لسانه أو ديانته.

ولاستمرار هذا التكريم يضيف المتحدث، "يجب أن نتسم بالحضارة والتي يندرج تحتها تعدد الجنس من حيث الذكر أو الأنثى وأيضا تعدد الثقافات والأديان والألوان واللهجات، هذه الأشياء جعلت التعدد حتى نتعارف ويدخل تحتها تعددات مختلفة، والغاية منها هو التعارف".

ومن جهته، تحدث "جون كولاغانا"، مدير معهد الموافقة، عن استغلال الدين في الدفاع عن المصالح الشخصية والاقتصادية للأشخاص، وليس لحل مشاكل الناس خصوصا بإفريقيا، مضيفا بأنه بهذا التصرف نخلق مشاكل بين الأديان من الجانب الاقتصادي، داعيا إلى الابتعاد عن استغلال الدين في الدفاع عن مشاكلنا الاقتصادية والشخصية. 
 
captcha