ایکنا

IQNA

السيد نصر الله: بيان الخارجية اللبنانية بشأن أوكرانيا كُتب في السفارة الأميركية

23:46 - March 08, 2022
رمز الخبر: 3485114
بيروت ـ إکنا: أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنَّ "الجرحى الذين حاربوا الاحتلال الإسرائيلي هم الشهود في زمن النكران، والدليل على استمرار المقاومة".

وأشار السيد نصر الله، في كلمةٍ له بمناسبة "يوم الجريح" المقاوم، إلى أنَّ "الأحداث في أوكرانيا مهمّةٌ جدّاً لجهة العِبَر والدروس المستفادة منها"، وقال إنَّ "واشنطن تدعو روسيا إلى عدم استهداف المدنيين، فماذا تقول عن ضحايا الحروب الأميركية؟".

وذكّر السيد نصر الله بأنَّ "الطائرات الأميركية قصفت أعراساً أفغانية، وادّعت لاحقاً أنّها مراكز تدريب".

وفي سياق متّصل، سأل الأمين العام لحزب الله: "ماذا عن المجازر وجرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، وعن حصار غزة؟"، وأضاف: "وماذا عن مجازر التحالف السعودي ضد المدنيين في اليمن؟ ولماذا يسكت العالم عن حصار اليمن؟".

وأكّد السيد نصر الله أنَّ "من ينتمي إلى عالم الرجل الأبيض هو مجرد سلعةٍ وأداة عند الأميركي"، مضيفاً أنَّه "يجب عقد آلاف جلسات المحاكمة للجيوش الأميركية والأوروبية بسبب جرائمها في كل أنحاء العالم".

وأوضح أنَّ "العالم صمت أمام استهداف التكفيريين لـمُصَلّي الجمعة في باكستان الأسبوع الماضي"، مشدداً على أنَّ "واشنطن لا تكتفي بعدم إدانة الجرائم الإسرائيلية في فلسطين، بل تمنع العالم من إدانتها أيضاً".

وأعلن السيد نصر الله أنَّ "هناك شواهد يومية في العالم على أن الثقة بالأميركيين غباءٌ وحماقةٌ وجهلٌ وتفريط بالأمة والوطن"، مضيفاً "رأينا جميعاً كيف خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان، وتخلّت عمّن وثق بها هناك".

الولايات المتحدة وبريطانيا دفعتا أوكرانيا إلى الحرب

وأشار إلى أنَّ "عدة دول أوروبية، بينها ألمانيا، لم تكن تريد أن تصل الأمور في أوكرانيا إلى هنا"، وشدَّد على أنَّ "الولايات المتحدة وبريطانيا دفعتا أوكرانيا إلى الحرب".

وأردف أنَّ "واشنطن تؤكد يومياً أنها لن ترسل طائراتٍ وجنوداً أميركيين إلى أوكرانيا، على الرغم من أنها دفعتها إلى هنا"، مؤكداً أنَّ "هناك شعوراً بالخذلان والخيبة لدى المسؤولين الأوكرانيين، وزيلينسكي بات جاهزاً لمناقشة مطالب موسكو".

وعلى صعيد التعامل الإنساني مع لاجئي الحروب، أوضح السيد نصر الله أنَّ "التعاطي مع اللاجئين يكشف التمييز على أساس الدين والعرق واللون، فهل هذه هي الحضارة الغربية؟".

وتوجّه السيد حسن نصر الله إلى المسؤولين اللبنانيين، بالقول إنَّ "الخضوع للإملاءات الأميركية لن ينقذ لبنان، بل سيزيد في مشاكله"، وبيّن أن "لا حدود للمطالب الأميركية، وما هو المقابل الذي يحصل عليه المسؤولون في مقابل الخضوع؟".

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أنَّ "لبنان صوّت ضد روسيا في الأمم المتحدة، على الرغم من أنه كان في إمكانه اختيار الامتناع عن التصويت"، موضحاً أنَّ "المطلوب من لبنان أن يقول للأميركي أن اللبنانيين ليسوا عبيداً عنده، فهذا ما تُمليه السيادة".

وقال السيد نصر الله إنَّ "البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية بشأن أوكرانيا كُتب في السفارة الأميركية"، وتساءل "أين النأي بالنفس الذي تنادي به الحكومة؟ ولماذا صمت دعاة الحياد أمام البيان اللبناني؟".

وأضاف أنَّ "كل الكلام الذي سمعناه بشأن الحياد والنأي بالنفس هو مجرد ذريعةٍ للتهرّب من المسؤوليات تجاه القضية الفلسطينية والحرب على سوريا واليمن"، مشيراً إلى أنَّه "عندما يتعلق الأمر بالأميركي، يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس".

وأوضح السيد نصر الله أن "بيان وزارة الخارجية بشأن العملية الروسية في أوكرانيا يُسقط أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية".

وتساءل "لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة، فهل كان يمكن أن تُصدِر وزارة الخارجية بياناً من هذا النوع؟".

الدولة اللبنانية رفضت عرضاً روسياً بتأمين كل حاجة لبنان إلى المشتقات النفطية

وفيما يتعلّق بالانتخابات النيابية اللبنانية، والتي ستجري في شهر أيار/مايو المقبل، قال السيد نصر الله إنَّ "بعض القوى السياسية ليس له أي برنامجٍ انتخابيٍّ سوى رفع شِعارٍ كاذبٍ بشأن هيمنة حزب الله"، وسأل "ماذا حصّل المسؤولون اللبنانيون من الأميركيين الذين يقدّمون وعوداً كاذبة فقط؟".

وبشأن موضوع إمداد لبنان بالغاز المصري، أكّد السيد نصر الله أنَّ "وزارة الخارجية الأميركية لم تقدّم مستنداً خطّياً إلى مصر والأردن، يتضمّن إعفاءهما من قانون قيصر حتى هذه اللحظة"، وذكر أنَّ "شركات صينية وروسية قدّمت عروضاً واضحةً إلى لبنان منذ عام ونصف عام، لكنَّ الجواب كان سلبياً".

وكشف السيد نصر الله أنَّ "شركةً روسيةً قدّمت إلى لبنان عرضاً بشأن إقامة مصفاةٍ للنفط بتمويلٍ روسيٍّ، ومن دون ضمانات".

وأضاف أنَّ "الشركة الروسية أعلنت استعدادها لتأمين كل حاجة لبنان إلى المشتقات النفطية"، وأردف أنَّ "الشركة أكّدت أنّها قادرةٌ على بيع المشتقات النفطية بالعملة اللبنانية، وليس بالدولار".

وقال السيد نصر الله: "حتى الآن، لم يصدر جواب لبنان، بعد مفاوضاتٍ استمرّت عاماً ونصف عام مع الشركة الروسية"، مبيّناً أنَّ "السفارة الأميركية هي التي تمنع الردّ اللبناني على عرض الشركة الروسية".

وأوضح أنَّ "الأميركي يمنع لبنان من التوجّه نحو الخيار الروسي من دون أن يقدّم بديلاً". 

وعاد السيد نصر الله إلى التأكيد أنَّه "لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية لتمَّ قبول العرض الروسي منذ عام ونصف عام"، داعياً "المسؤولين اللبنانيين إلى اتخاذ القرار وقبول العرض، لأنَّ الطوابير عادت أمام محطات الوقود".

ودعا "الدولة اللبنانية إلى مواجهة كلٍّ من الاحتكار ورفع الأسعار، والزجّ بالمحتكرين في السجون"، منتقداً "بعض المسؤولين اللبنانيين، ممّن يفترضون أنَّ الأميركي يريد أمراً معيناً فينفذونه، حتى من دون أن يُطلب منهم".

وختم الأمين العام لحزب الله كلمته بمطالبة الدولة اللبنانية بوجوب "إنقاذ سائر اللبنانيين العالقين في أوكرانيا، ورعاية من تمكّن من الخروج والوصول إلى لبنان"، كما طالبها بـ"الحد الأدنى من الحرية والاستقلال والوطنية، والتفكير في مصلحة البلد".

المصدر: الميادين

captcha