ويشتمل المصحف الشريف على 78 ألف مفردة وتحدى البارئ عز وجل المخالفين لكتابه الكريم والمشككين به والكفار والمنافقين أن يأتوا بمثله إن استطاعوا ولكنهم لم يستطيعوا أبداً.

وقال الله سبحانه وتعالى "قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا"(الاسراء / 88).

والسؤال هو لماذا لم يستطع أحد الإتيان بمثل كتاب الله؟ والإجابة تكمن في فصاحة القرآن الكريم حيث نجد لمعان الآيات حتى في الأقوال الموزونة كـ أقوال رسول الله (ص) والإمام علي بن أبي طالب(ع) حيث تبرز الآيات متميزة عن غيرها من الكلام البشري.

من جانب آخر من أتى بالقرآن الكريم هو رجل أمي بعثه الله تعالى وجعله إعجازه قرآناً عربياً فصيحاً كي لا يُبقي مجالاً للشك لدى كل عنيد.

والآيات التي سمعت عن الرسول(ص) في بداية بعثته وفي سن الأربعين من عمره هي نفس الآيات التي تلاها وهو في سن الثالثة والستين من عمره. هذه كلها أدلة على أن القرآن الكريم من عند الله، وهو إله لا يسمح بأي تغيير أو مراجعة في شريعته.

ویشیر الله سبحانه وتعالى الى هذه الحقيقة في الآية الـ82 من سورة "النساء" المباركة  "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ".

مقتطفات من كتاب "أصول العقائد الاسلامية(النبوة)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"