ایکنا

IQNA

قارئ لبناني كفيف لـ"إکنا":

يجب على القارئ والحافظ للقرآن أن يطبّق کلام الله في أفعاله

11:58 - January 06, 2024
رمز الخبر: 3494009
بيروت ـ إكنا: صرّح القارئ والحافظ اللبناني الكفيف للقرآن "حسين الدهيني" أنه على القارئ والحافظ للقرآن أن يطبّق كلام الله بأفعاله لا بأقواله فقط، موضحاً أنه يجب على قارئ القرآن أن يمرّ بمراحل تراتبية ويبدأ بالقراءة الصحيحة وبعدها يهتمّ بأحكام التجويد، وبعد ذلك عليه أن يتعلم علم التفسير والمفاهيم.

يجب على القارئ والحافظ للقرآن أن يطبّق کلام الله في أفعاله

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً  مع القارئ اللبناني الضرير "حسن الدهيني".
 
وبداية عرّف القارئ "حسن الدهيني" عن نفسه قائلاً: "أنا من جنوب لبنان، نشأت في أسرة مؤمنة ومحبة للخير، تالية لكتاب الله، حصلت على إجازة من قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية، بالإضافة إلى متابعة دراستي الحوزوية والتي بدأت الدراسة في الحوزة العلمية عندما كان عمري 23 عاماً، وتزوجت وأصبح لديّ ثلاثة أولاد".


وأضاف: "بدايتي کانت مع القرآن الكريم منذ الطفولة حیث كنت أستيقظ على صوت الوالد وهو يتلو آيات الله، ولكن البداية الأساسية كانت بعد فقد بصري في سن 13 عاماً، هنا أصبح عندي حالة من الإنزواء والابتعاد عن كل الناس بسبب الصدمة التي وقعت بها ولم أجد أنيساً إلا جهاز الراديو الذي كنت أرتاح كثيراً عندما أفتحه على الإذاعة التي يصدر منها آيات القرآن الكريم، من هنا بدأ عندي حبّ الاستماع الى آيات الله سبحانه وتعالى وبدأت أسجل أشرطة الكاسيت عندما تأتي التلاوة أسجلها لاحتفظ بها، وبعد ذلك إلتحقت بمؤسسة ومدرسة "الامام الهادي(ع)" السمعية والبصرية وبدأت بمشروع حفظ كتاب الله وبحمد الله أنا اليوم حافظ لكتاب الله وأتلو آياته الكريمات".
 
 وعن استعمال طريقة "برايل" لحفظ القرآن الكريم، قال القارئ "حسن الدهيني":  "في الحقيقة إني تعلمت القراءة بطريقة "برايل" ولكن لم أستخدم هذه الطريقة بالشكل الأساسي لا بقراءة القرآن ولا بغيرها لوجود بعض الصعوبات في هذه الطريقة واستبدلتها في الحاسوب الذي استطعت من خلاله أن أكمل هذه المسيرة بيسر وسهولة بفضل الله".
 
الصعوبات والتحديات في قراءة القرآن وحفظه

وفي معرض حديثه عن الصعوبات والتحديات التي واجهته في قراءة وحفظ القرآن كونه ضريراً؟ قال القارئ "حسن الدهيني": الصعوبة الأساسية التي واجهتها هي عند قيامي في مراجعة المحفوظات القديمة كانت مشكلة عندي، ولكن بحمد الله انحلت واشتريت الحاسوب لقراءة الآيات الكريمة، وطبعاً تعرفون أن الحاسوب يسرّع القراءة، والصعوبة الثانية هي عدم معرفتي في مجال تعلّم أحكام التجويد ولكن وفقني الله تعالى وساعدني أستاذي حيث كان يزورني في منزلي ليعلّمني أحكام التجويد ومخارج الحروف ومن بعدها توسّع تعلمي لهذه العلوم من خلال التصفح أيضاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحضوري للدروس والندوات المتعلقة بهذه العلوم". 
يجب على القارئ والحافظ للقرآن أن يطبّق کلام الله في أفعاله
وعن كيفية تحقق شروط التلاوة  والمراحل التي يجب على القارئ أن يمرّ بها؟ أجاب القارئ "حسن الدهيني": شروط التلاوة تتحقق من خلال التعلم لهذه الأسس والإلتزام بها والإنقياد لها، القرآن مسؤولية كبيرة وعلى القارئ  أو الحافظ أن يطبّق كلام الله بأفعاله لا بأقواله فقط لأن هذه الشروط أساسية في متابعة مسيرته ليكون قدوة لذلك عليه التعلم والغوص في هذه العلوم والالتزام بالشروط حتى  يستطيع أن يكّمل مسيرته".
 
 وتابع القارئ "حسن الدهيني" حديثه أنه "يجب على قارئ القرآن أن يمرّ بمراحل تراتبيه ويبدأ بالقراءة الصحيحة وبعدها يهتم بالتجويد لكن بعض القراء يتغلب النغم عندهم على التجويد وهذا خطأ، كما أنه يجب إتباع أحكام التجويد وبعدها علم التفسير والمفاهيم، كما أنه على القارئ أو الحافظ أو المدرّس أن يسير بهذه العلوم بحسب الأهميه والأولوية".
 
الأهداف التي يتمنى القارئ للقرآن تحقيقها
 
وفي معرض حديثه عن الأهداف التي يسعى إليها قارئ القرآن ويتمنى تحقيقها من خلال تلاوته، قال القارئ الدهيني إن "الأهداف التي يسعى إليها قارئ القرآن ويتمنى تحقيقها تبدأ بالهدف الأساسي وهو نور رضا الله سبحانه وتعالى وبعدها أن يكون هذا القرآن هدى وحجة له لا عليه كقوله تعالى  "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين".
 
 وأضاف القارئ "حسن"  أنه من الأمور والأهداف الأساسية أن تصبح شخصية القارئ شخصية قرآنية موزونة يشهد عليها القرآن والرسول(ص) يوم القيامة، كما ورد في الآية الكريمة  "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا "، مبيناً أنه يجب علينا السير بتعاليم ومفاهيم القرآن من خلال التدبر والتفكر بآياته ونلتزم بالاخلاق الحميدة والآداب، موضحاً أن التلاوة هي رسالة إلى المجتمع عندما يقف القارئ على المنبر يجب أن هو يوّصل درساً يستفيد منه كل مستمع ويجب أن يعطيهم صورة إيجابية وخصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة عندما نقف ونتلو الآيات القرآنية  بالإضافه الى نيل الأجر والثواب نحن نقوم بإرسال رسالة إلى المجتمع، بأننا قادرون وبحمد الله على كسر الصعوبات التي تتعب الشخصية والتي استطعنا من خلالها أن نوجد من الضعف قوة".
 
وعن رأيه في الاستراتيجية التي  يجب على القراء اتباعها حتى يتفاعل الناس معها أكثر؟ أجاب القارئ اللبناني الكفيف "الدهيني": العمل على الملف القرآني لاينتهي بل يبقى دائماً بحالة تجدد وإختراع وسائل مختلفة وإستراتيجيات لتطويره، فكل يوم تزداد الحاجة إلى وسائل إبتكارية جديدة ووسائل مبسطة لتسهيل طرق التعلم، والقراءة المبسطة مع بعض الشروح وكلما كان القارئ محبوباً عند الناس فيكون له أثر وتأثير والعمل على هذا الملف".
 
الدورات القرآنية في لبنان 
 
وعن تقييمه للعمل القرآني في لبنان من خلال الدورات القرآنية؟ قال "حسن الدهيني": بالنسبة الى الدورات القرآنية في لبنان، هناك نهضة عظيمة ومهمّة في هذا الملف وإذا رجعنا  إلى الأربعين أو الخمسين أو الستّين سنة الى الوراء  فنجد أن قارئ القرآن كان لا وجود له إلا بنسبة قليلة جداً وكان هناك قارئ واحد يتنقل من مكان الى مكان ليقرأ القرآن ولكن لا يقرأه الا فقط للعزاء في حالة وفاة أما الآن فقد أصبح القرآن موجوداً في كل مناسباتنا الفرحة والحزينة".

وأشار القارئ "الدهيني" إلى أن هذه النهضة سعى لها علماؤنا الاجلاء وأساتذتنا المحترفون من خلال التعليم والدورات والارشاد حيث أنها نهضت بهذا المجتمع فأصبح لدينا قراء مبدعون وأساتذة متمكنون من هذه العلوم وأصبح لدينا وعي وعشق ومحبة وحفّاظ لكتاب الله تعالى".
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha