ایکنا

IQNA

ظهور المُنجي من منظور القرآن / 1

الأرض لاتخلو من حجة الله تعالى

13:08 - February 23, 2024
رمز الخبر: 3494702
طهران ـ إکنا: قوله تعالى "وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ" (الرعد: 7) يدلّ على أن هناك دائماً في المجتمعات البشرية هادٍ يختاره الله ولم تخل الأرض قط من هذا المرشد والحجة.
الأرض لاتخلو من حجة الله تعالىإن ظهور المنقذ والذي سيأتي يوماً ما ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً هو من الأمور التي تتفق علیها جميع الأديان والفرق في العالم، ولكنها تختلف في تحديد المصداق وبعض خصائصه.
 
ويمكن فهم مسألة ظهور المنقذ من خلال القسمين من الآيات القرآنية؛ أولاً، الآيات التي تؤكد على وجود حجة الله تعالى بين الناس منها الآية السابعة من سورة "الرعد" المباركة "إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ"، وثانياً، الآيات التي تبشّر بحكم الاصالحين والمستضعفين في الأرض.

ويفهم من هذه الآية "إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ" أن هناك أيضاً نوعين من الدعوة إلى الحق؛ أحدهما للإنذار والثاني للهداية. والسؤال الذي يطرح هو: ما الفرق بين "الانذار" و"الهداية"؟ وجواباً عن ذلك ينبغي أن يقال إن الانذار هو  إرشاد الضالين الى الصراط المستقيم، أما الهداية فهي الثبات على هذا الطريق.

والمراد من "هادٍ" في هذه الآية "إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ" هو شخص آخر غير النبي(ص) حيث يستمر في سبيله، ويحافظ على شريعته، كما قال النبي(ص) في الآية الـ24 من سورة "فاطر" المباركة "وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ".

وينقل كبار علماء أهل السنة كالعلامة ابن كثير، والطبري، والفخر الرازي، وأبو حيان الأندلسي وغيرهم، في تفسير هذه الآية القرآنية عن "ابن عباس" قال: لما نزلت هذه الآية "إنما أنت منذر ولكل قوم هاد"،  وضع رسولُ اللهِ(ص) يده على صدرِه، وقال: أنا المنذرُ ولكلِّ قومٍ هادٍ، وأوْمأ بيده إلى مَنْكِبِ عليٍّ، فقال: أنت الهادي يا عليُّ، بك يهتدي المهتدون من بعدي.
 
وتدلّ الآية السابعة من سورة "الرعد" المباركة على أن هناك دائماً هادياً في المجتمعات البشرية يختاره الله تعالى، لذلك، كما لم تخلو الأرض طوال تاريخ البشرية من الهادي وحجة الله، هناك هادٍ الآن وفي المستقبل.
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha