وهناك ملاحظة مهمة في معجزات أنبياء الله(ص)، وهي أن الأنبياء لم يجروا أي نوع من المعجزات التي طلبها منهم الناس، و نقرأ في القرآن أن الناس أحيانًا كانوا يتوقعون من الأنبياء (ص) أن يفعلوا شيئًا مستحيلًا، غير ذي صلة، أو ضار، أو القيام به ضد النظام الحالي وأولئك الشخصيات المرموقة لم ينتبهوا لتوقعاتهم.
فيما يلي بعض الأمثلة على مثل هذه الطلبات غير الملائمة:
أحياناً كانوا يقولون " أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا"(الاسراء / 92).
وأحياناً كانوا يقولون لو أنك نبي يجب أن يكون لك بيت من زخرف "أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ"(الإسراء /93) وأحياناً يقولون لو أنك نبي يجب أن تكون لك جنة من نخيل وأعناب "أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا"(الإسراء / 91).
وهل هذه الأمور و رغبات الناس دليل إعجاز؟ إن الله قادر على كل شيء ولكن هو أيضاً حكيم و أعماله حكيمة.
إن الإعجاز دليل على علاقة النبي (ص) بربّه و ليست المعجزة استعراضاً يأتي به النبي(ص) في كل حين.
وعندما کان یواجه الأنبياء(علیهم السلام) مشاكل في حياتهم کان یحلّون مشاكلهم بالجهد والصبر أمام الشدائد، ولم يصنعوا المعجزات ونحوها في مواجهة كل المشاكل والمتاعب التي حلت بهم وأتباعهم.
مقتطفات من كتاب "أصول العقائد الاسلامية(النبوة)" بقلم المفسر الايراني للقرآن الكريم "الشيخ محسن قرائتي"