لم يريد الله تعالى هداية الناس جميعاً ولو كان يريد ذلك لفعل لقوله تعالى "ولوشاء لهداكم اجمعین"(النحل / 9).

كما أن نهج الأنبياء (ص) لم يكن قسريا ولم يكن فيه الجبر وذلك لقوله تعالى "لست عليهم بمصيطر"(الغاشية / 22).

والله سبحانه وتعالى يمهّد لهداية الناس كما جاء في الآية الـ12 من سورة الليل المباركة "انّ علینا للهدى".

فبعث الله تعالى الأنبياء (ص) للعمل على إنشاء مجتمعات سليمة وصحية وتربية المؤمنين، وفي هذا الإطار أنشأ رسول الله (ص) أمة عظيمة ضمّت الأسود والأبيض والعربي والأعجمي على أساس محاربة الطاغوت والشرك.

ورغم ذلك فعلى الناس صنع المجتمع المثالي وإن الأنبياء (ص) ليسوا سوى معلمين وإن الشعوب هي طالب يجب أن يتعلم الدرس ويعمل به.

فإن عدم إنشاء الأنبياء (ص) لمجتمعات صالحة كان له أسباب عديدة منها "انّ الله لایهدى القوم الظالمین" (القصص / 50) وأيضاً "انّ الله لایهدى القوم الكافرین"(المائدة / 67) وأيضاً "انّ الله لایهدى القوم الفاسقین"(المنافقون / 6)، «انّ الله لایهدى مَن هو مسرف كذّاب»( غافر، 28).

ويتضح في هذه الآيات أن الناس أنفسهم هم سبب ابتعادهم عن هدى الأنبياء وعدم تكوين مجتمع مثالي، لأنهم حرموا من نعمة الهداية بسبب الظلم والكفر والفسق والإسراف والكذب.

مأخوذ من كتاب  "أصول العقائد الاسلامية(النبوة)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: